ليست مجرد عرضيات.. هل حضر ريال مدريد الجديد؟


رغم تشابه أغلب مباريات ريال مدريد في الدوري الإسباني وفي غيره تحت إمرة المدرب زين الدين زيدان، إلا أن مواجهة الليلة أمام مايوركا حملت بعض الأشياء المختلفة على مستوى الخطة والتركبية والأداء.
وحقق ريال مدريد انتصارًا هامًا على حساب ضيفه ريال مايوركا بهدفين مقابل لا شيء ليعتلي صدارة الدوري الإسباني من جديد بعدما حصل عليه برشلونة مؤقتًا.
ويتصدر ريال مدريد الترتيب بفارق المواجهات المباشرة عن برشلونة، في صراع الكراسي الموسيقية ولعبة القط والفأر التي تستمر في الليجا منذ بداية الموسم، ولكن المهم الآن.. كيف تعززت الصدارة؟ وكيف كانت مباراة اليوم؟
بالنسبة لريال مدريد فكانت الخطة مختلفة كعادة زين الدين زيدان الذي نادرًا ما يدخل مباراتين متتاليتين بنفس التشكيل والخطة والرسم التكتيكي.
الرسم كان 4/2/3/1 ولكن مع بعض التعديلات، حيث ظل الخط الدفاعي كما هو بشكله المعتاد وخلفه تيبو كورتوا بالشكل المعتاد، ولكن ما هو في الأمام اختلف قليلًا.
أمام الدفاع جاء الثنائي فيدي فالفيردي ولوكا مودريتش، بغياب توني كروس وكاسيميرو عن التشكيل الأساسي في حادثة ربما تحدث لأول مرة منذ فترة طويلة أن يغيب الثنائي دفعة واحدة.
فالفيردي لعب دور الارتكاز الصريح، في الوقت الذي تغيب فيه كاسيميرو، أما مودريتش فكان لاعب الريجيستا أو المساند للاعب الارتكاز، والذي يتحرك في مساحة كبرى بأدوار مركبة.
الثلاثي الأمامي والذي لعب وراء المهاجم كريم بنزيما كان مختلفًا، حيث وضع زيدان جاريث بيل على اليمين وفينيسيوس جونيور على اليسار، وإيدين هازارد كصانع ألعاب لأول مرة تقريبًا، بعد أن اعتاد وضعه على اليسار لكي يضم إلى الداخل.
اعتمد زيدان على توسيع عرض الملعب خاصة في الشق الأمامي، من خلال تواجد جناحين بمواصفات هجومية كجاريث بيل وجونيور، مع ملء فراغ الوسط دائمًا بتواجد هازارد ومساندة مودريتش.
تسبب ذلك في تنويع مصادر محاولات ريال مدريد على المرمى ما بين اختراق من العمق وتسديد من الخارج واستغلال للضغط المبكر من أجل قطع الكرات في مناطق مايوركا، ولم يظهر الاعتماد المطلق على الكرات العرضية.
فينيسيوس جونيور أصبح أكثر جرأة وفاعلية على المرمى، ولم يصبح مفسدًا لهجمات ريال مدريد كما كان في الفترة التي عانى فيها من صافرات استهجان مشجعي سانتياجو برنابيو، بالطبع حين كان هناك مشجعون، وحين كان هناك برنابيو!
في شوط المباراة الثاني أقحم زيدان توني كروس بدلًا من إيدين هازارد، لتصبح الخطة أكثر توازنًا وأقل ميلًا للهجوم الكاسح، نظرًا لانتماء كروس لفئة لاعبي الوسط لا الفئة الهجومية التي ينتمي لها هازارد.
بات ريال مدريد في شوط المباراة الثاني وفي مرحلة بعد تسجيله الهدف الثاني عبر سيرخيو راموس أكثر تواجدًا في عمق الملعب وسدًا للفراغات الموجودة فيه.
استطاع زيدان التغلب على مساحات الوسط وفراغاته بدون كاسيميرو وذلك كان ضروريًا جدًا من أجل الحفاظ على توازن الفريق في جميع الحالات، حيث كان كاسيميرو هو الاسم الأبرز في قطع الكرات.
ما بعد الدقيقة 70 أقحم زيدان إيسكو وأسينسيو بدلًا من جاريث بيل ولوكا مودريتش، ليتحول الملعب إلى دائرة من الاستحواذ والتدوير والمحاولات الجماعية والفردية.
إجمالًا كان ريال مدريد أفضل ويبدو أن توالي الانتصارات والحصول على الصدارة جعلا ريال مدريد في حالة أفضل وأكثر ثقة وقدرة على المنافسة وفرض الأسلوب، في انتظار ما ستنتهي عليه الأمور.